الحضارة والتاريخ

 الحضارة

يقصد بالحضارة أنها: ثمرة أى مجهود يقوم به الإنسان نتيجة تفاعله مع البيئة لتحسين ظروف حياته على وجه الأرض ماديًا أو معنويا، لتعمير الكون الذي يعيش فيه.

الظروف البيئية لها دورًا كبيرًا فى تحديد سمات كل حضارة مثل:

  •  الحضارتين المصرية القديمة وبلاد الرافدين حضارتين زراعيتين.
  • حضارة فينيقيا حضارة بحرية تجارية.
ولكل حضارة إسهامات تستفيد منها الإنسانية سواء :
  •  مادية، مثل: العمارة بأنواعها المنحوتات والنقوش والاختراعات المختلفة....
  • معنوية، وتشمل : الفكر الآداب الثقافة ، الفنون، العلوم المختلفة ( الرياضيات، الهندسة، الفلك، الطب، ......) 

مفهوم الحضارة عند ول ديورانت

ول ديورانت فيلسوف ومؤرخ وأديب أمريكي ومن أشهر مؤلفاته كتاب قصة الحضارة
يقول ول ديورانت في كتابه ان الحضاره تعتبر نظام اجتماعي يُعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي. تبدأ مع انتهاء الاضطراب والقلق واستقرار الأمن لأنه إذا تحرر الإنسان من خوفه تظهر لديه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء.

نستنتج من ذلك وجود علاقة بين استقرار أو اضطراب الأمن، وقيام الحضارة فمثلا: 
من دراسة تاريخ الحضارة المصرية القديمة سنجد أن معظم الإبداعات والإنشاءات ظهرت في العصور التي اتسمت بالأمن والاستقرار (مثل الأهرامات فى عصر الدولة القديمة)، ولكن فى عصور الاضطرابات وعدم الاستقرار، تعرضت بعض الإبداعات للخطر ولم تظهر إبداعات جديدة.
وبعد نشأة الحضارات تبادلت الشعوب هذا التراث الحضاري
فانتقلت عبر الأماكن والأزمنة ....

إنتقال الحضارات

لقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف ونتواصل فعلى مر السنين تبادلت الشعوب تراثها الحضاري (فيما يعرف بتواصل الحضارات) من خلال الأخذ والعطاء والتأثير والتأثر بحيث تمايزت كل حضارة عن الأخرى في: 
  • الهوية الثقافية (اللغة - العادات - التقاليد).
  •  الخصوصية العقائدية (الدين السائد). 

إنتقال الحضارات 

وقد انتقلت الحضارة من مكان لآخر عبر الأزمنة المختلفة كسلسلة متصلة الحلقات من تيار حضاري عام متدفق
حيث: 

بدات في الشرق القديم

وتمثلت في الحضارات العظمى في مصر وبلاد العراق القديم «بلاد ما بين النهرين»، وبلاد فارس « إيران حاليا »، وفينيقيا « سوريا ولبنان حاليا».

ثم إنتقلت إلى الغرب

وتمثلت في حضارتي بلاد اليونان والرومان في قارة أوروبا.

ثم غادرت الغرب لتعود إلى الشرق مرة أخرى

واستقرت به على يد الحضارة الإسلامية لعدة قرون تقترب من الألف عام.

ثم انتقلت إلى الغرب مرة ثانية

 فتكونت الحضارة الغربية الحديثة.

والسؤال الآن إلى أين تستقر الحضارة بعد ذلك ... ؟

التاريخ

يقصد بعلم التاريخ انه: علم يتناول النشاط الإنسانى فى كافة الأزمنة المختلفة لمعرفة الماضي وفهم الحاضر وإستشراف المستقبل.

العصور التاريخية بدأت باختراع الإنسان للكتابة حيث استعملها في تدوين الأحداث ومظاهر الحياة المختلفة. 

قسم المؤرخون العصور التاريخية كالتالي: 

العصور القديمة 

يبدأ من أواخر الألفيه الرابعة قبل الميلاد حتى عام ٤٧٦م «سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية». 
أهم سمات هذه الحقبه: اكتشاف الإنسان للزراعة التي ساعدته على الاستقرار، ومعرفة الكتابة، وبناء المقابر والمعابد، وقيام حضارات كبرى فى الشرق القديم وحوض البحر المتوسط، منها :
  • الحضارة المصرية القديمة. 
  • حضارة بلاد فارس. 
  • حضارة بلاد العراق القديم. 
  • حضارتي بلاد اليونان والرومان.
  • حضارة فينيقيا.

العصور الوسطى 

بدأت من عام ٤٧٦م حتى عام ١٤٥٣م «فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية وسقوط الإمبراطورية الرومانية الشرقية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح». 
أهم سمات هذا العصر: انتشار المسيحية، وسيطرة الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا على شتى نواحى الحياة، قيام نظام الإقطاع وسيطرة الجهل والتخلف في أوروبا. 
ظهور الإسلام في القرن الـ ٧م ، وانتشار الفتوحات الإسلامية، وإزدهار الحضارة العربية الإسلامية من الصين شرقا وحتى الأندلس غربا.

العصور الحديثة 

بدأت من عام ١٤٥٣م إلى عام ١٩١٤م «قيام الحرب العالمية الأولى».
ومن اهم السمات في هذا العصر: ظهور النهضة الأوروبية، وقيام حركة الكشوف الجغرافية، وقيام الثورة الصناعية، وقيام حركة الاستعمار الأوروبى.

التاريخ المعاصر 

من بداية الحرب العالمية الأولى ١٩١٤م إلى الآن. 
من إيجابيات هذا العصر ظهور حركات التحرر والاستقلال من الاستعمار، وبداية الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والاختراعات العلمية المتنوعة، وهبوط الإنسان على سطح القمر واستكشاف الكواكب الأخرى.
ومن سلبيات هذا العصر الحروب العالمية المدمرة للبشرية، وتلوث البيئة، وتفشى الأمراض الخطيرة.

أهمية قراءة ودراسة علم التاريخ

  • استخلاص العبر من تاريخ الأمم السابقة. وإبراز القدوة الصالحة من الشخصيات التاريخية التي تركت بصمات واضحة على شعوبها ليقتدى بها الإنسان.
  • فهم الهوية والثقافة: يساعد التاريخ في فهم الهوية الفردية والجماعية، ويساهم في تشكيل الثقافة والقيم لدى الأفراد والمجتمعات. من خلال دراسة التاريخ، يمكن للأفراد أن يكتشفوا جذورهم وماضيهم، ويتعرفوا على تراثهم الثقافي والتاريخي، مما يعزز الانتماء والوعي الثقافي.
  • صنع القرارات: يعمل التاريخ كدرس للقرارات المستقبلية، حيث يمكن للأفراد والقادة أن يتعلموا من الأخطاء والنجاحات في الماضي ويستوحوا منها لاتخاذ قرارات أفضل في الحاضر. يعمل التاريخ على توفير نماذج وأمثلة عن كيفية التعامل مع التحديات والمشكلات الراهنة.
  • فهم السياق العالمي: يساعد التاريخ في فهم السياق العالمي والعلاقات بين الدول والشعوب. من خلال دراسة التاريخ، يمكن للأفراد أن يفهموا التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العالم، وكيف تأثرت بها الأمم والثقافات.
  • الحفاظ على التراث: يعمل التاريخ على الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للأمم والشعوب. من خلال دراسة التاريخ، يمكن للأفراد أن يعيدوا إحياء الأحداث والتجارب الماضية ويحتفظوا بها للأجيال القادمة، مما يعزز الوعي والاحترام للتراث الثقافي.
بشكل عام، يمكن القول إن التاريخ يعزز الوعي والتعلم من الماضي، ويساهم في بناء مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال