هل إدريس هو إلياس ام لا؟


 هل إدريس هو إلياس لدى علماء الإسلام ام لا؟  

قال الزمخشري: إنه هو «إلياس» وقُرئ «إدريس». 

وقال ابن كثير في البداية والنهاية : ( وقد زعم بعضهم «يقصد المؤرخين المسلمين» أن «إدريس» لم يكن قبل نوح بل كان في زمان بني إسرائيل.

ويقول ايضا ابن كثير في قصص الانبياء:" قال البخاري ذاكرًا عن ابن مسعود وابن عباس: أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في واقعة إسراء النبي «محمد ﷺ» أنه لما مرَّ بـ «إدريس عليه السلام» حيث قال «إدريس» للنبي «محمد»: (مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح) ولم يقل كما قال «آدم» و«إبراهيم» لـ «محمد ﷺ» عند ملاقاته (مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح)، قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له آدم وإبراهيم" عليهما السلام " وهذا ما ذهب إليه «الضحاك بن مزاحم» وحكاه «قتادة» و «محمد بن إسحاق»

 ولكن لم يعتبر «ابن كثير» هذا سندًا قويًّا حيث أردف قائلا:(وهذا لا يدل، ولا بُدَّ لأنه لم يكن الراوي حفظه جيدًا، أو لأنه قاله له على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوّة كما انتصب لآدم أبو البشر وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أُولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين).

وكرر «ابن كثير» الحديث في هذا الشأن مرةً أخرى لإثبات نفس الرأي ولكن هذه المرة في تفسيره وقال:(عن قتادة، وبن اسحق، وابن أبي حاتم، نقلا عن عبد الله ابن مسعود أنه قال : إلياس هو إدريس عليه السلام وكذا قال الضحاك).

 وأردف قائلا:(وقال وهب بن منبه: هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران بعثه الله في بني إسرائيل بعد «حزقيل» عليهما السلام، وكانوا قد عبدوا صنماً يُقال له: «بعل» وفي نهاية التفسير قال «ابن كثير» هذا ما حكاه «وهب» عن أهل الكتاب والله أعلم بصحته)، ويبدو من قوله هذا أنه غير مقتنع لأنه معتاد على قول هذه الكلمة بعد كل نقل، ويرى ابن كثير أنهما مختلفان وأن «إلياس» ليس هو «إدريس»، فقال: «والصحيح أنه غيره كما تقدم».

«حزقيل» هو أحد أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليهم السلام، وتكلم عنه القرآن بأنه كان قد دعا قومه للجهاد فهربوا وخرجوا من ديارهم فأماتهم الله ، ثم أحياهم الله على يديه مرة أخرى وكانت هذه إحدى معجزاته. 

ويقول «ابن خلدون» حاسمًا لهذا الملف:(أعلم أن الخلاف الذي في ضبط هذه الأسماء إنما عرضَ في مخارج الحروف، فإن هذه الأسماء إنما أخذها العرب من أهل التوراة ومخارج الحروف في لغتهم غير مخارجها في لغة العرب، فإذا وقع الحرف متوسطا بين حرفين من لغة العرب فترده العرب تارة إلى هذا وتارة إلى هذا، وكذلك إشباع الحركات قد تحذفه العرب إذا نقلت كلام العجم ، فمن هنا اختلف الضبط في هذه الأسماء). 

ورأي الشيخ مصطفى العدوي يرجح رأي ابن كثير



ومن بعد هذه الآراء لم يترتب بعد ذلك أي بحث أو عمل على معرفة هل هما واحد أو اسمان مترادفان (على حد بحثي وإطلاعي).


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال